احدث الاخبار على شبكة ايجى برس الاخبارية

السبت، 11 يونيو 2011

قد تكون التكنولوجيا أداة لتوليد بيئة نشطة للتجسس...!!!


كتب: وليد الكشكي
ترتبط وسائل التكنولوجيا من إنترنت وحاسبات بحياة الافراد الشخصية والعمل، وإنعكس ذلك على طريقة الحياة والتعاملات، فزاد الاعتماد على البريد الاليكتروني والشات والمواقع الاجتماعية مثل الفيسبوك بإعتبار هذه الادوات فعالة وسريعة بل وزهيدة التكاليف في التواصل مع الاقران، وإنجاز الاعمال من جهة أخرى. لكن هل تفتح هذه الادوات المجال لابواب خلفية يمكن من خلالها إستغلال هذه الادوات في التجسس؟!
يقول الدكتور يسرى زكى، خبير أمن المعلومات وعضو مجلس إدارة غرفة تكنولوجيا المعلومات، إن الجاسوسية الاليكترونية تعبر عن الاستخدام الاليكتروني كأداة في أنشطة التجسس.
ويوضح أن الادوات التي يتم إستخدامها في التجسس الاليكتروني تشمل شبكات المعلومات والانترنت التي تعمل كأجهزة متقدمة ذات سرعة فائقة لارسال وإستقبال البيانات، ما يدفعنا إلى دراسة ظاهرة جديدة وهي "الاستخدام الضار بالامن" من حيث الحصول على معلومات بشكل مستمر وبأدوات سريعة يمكن أن تنقل الرسائل صوتا وصورة وفيديو وبيانات، وبالتالي يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن المصطلح المقترح "الجاسوسية الاليكترونية" (الغير علمي) يجب أن يتم التركيز فيه على الادوات والطرق التي يتم إستخدامها في هذا المجال.
ويضرب خبير أمن المعلومات مثلا لتقريب مفهوم الجاسوسية الاليكترونية، ليوضح اعداد مستخدمي برامج الشات "الثرثرة" الذين يبلغ أعدادهم بالملايين في أي دولة، وأن الاشخاص الذين يستخدمون برامج "الشات" يتبادولون المعلومات والبيانات مع مئات من الملايين موزعين في دول أخرى، وبالتالي فهو مكان إلتقاء للمتحدثين والمتراسلين، ومن هنا يتضح أن هناك أداة للتواصل تشبه "الهواتف"، فعندما يتحول نقل الخبر إلى وسيلة لحظية لنقل الاحداث "بضغطة أصبع للملايين"، فإن ذلك يمثل بيئة مستهدفة لمن يبحثون عن معلومات قد تتعلق بالأمن، وبالتالي لا يجب منع هذه الادوات "الشات"، لكن يجب توخي الحذر وأن يوضع في الاعتبار أن هذه البيئة مولدة لانشطة تجسسية لبعض ضعاف النفوس.
ويشير الدكتور زكى إلى "المنتديات"، كبيئة يمكن أن تكون مدخلا للتجسس الاليكتروني، حيث تنتشر بالملايين على الانترنت، ويقوم الاشخاص بوضع معلومات تشمل صور ومقالات، قد تعبر أو "غالبا ما تعبر" عن وجهة نظر القائمين على هذا المنتدى أو المشاركين فيه، بحيث يمكن للمتابع لهذه المنتديات أن يحلل الاتجاهات الفكرية والميول لدى أعضاء هذا المنتدى، وهي أيضا بيئة محفزة للباحثين عن "الغاضبين –الثائرين (إزاء أوضاع أو أحداث معينة)"، وتعتبر هذه المنتديات من المؤشرات التي تعتبر مدخلا متوقعا للحصول على معلومات أو تجنيد بعض الافراد. ويشير أنه يتضح من هذين المثالين أن هناك بيئة يبحث عنها من يريد تجنيد الافراد، وقد وفر الانترنت هذه البيئة، وبالتالي وفر إحتمال وجود هذا المصطلح "الجاسوسية الاليكترونية"، أو ما يمثل هذا المعنى.
ويقول زكي إنه لكي يطلق على أي عملية مصطلح "جاسوسية إليكترونية"، يجب أن يكون هناك جاسوس يقوم بعملية التجسس، وأن مصطلح "الجاسوسية الإليكترونية" (المقترح أو المزعوم على حد قوله) قد يشكل نقلة نوعية في الفكر التقليدي للجاسوسية (الذي يعني أن هناك مكان يتواجد به جاسوس فعليا أو الجاسوس المادي)، لافتا إلى أن "مصطلح الجاسوسية الاليكترونية" إن صح فإنه يجعل الجاسوس يكون في أي مكان في العالم ويخترق من خلال شبكات إليكترونية قواعد معلومات، فيحصل على المعلومات التي كان يحصل عليها الجاسوس التقليدي(المادي)، دون أن يكون هناك فاعل مادي ظاهر في مكان الجريمة.
ويوضح أنه من الممكن، بل من المؤكد، أن يكون هناك جاسوسية عن بعد من دول، ما يسمى "بالجاسوسية عن بعد"، وقد يتشابه أو يتقابل بحسب التصنيفات مع ما يسمى "سيبر كرايم" أو "الجرائم الاليكترونية".
ويشدد زكي في هذا الصدد على الاهمية القصوى للتوعية والاعلام من خلال طرح مخاطر "الاستدراج (للافراد)"، وأمثلة الاستدراج تتمثل في وضع "بروفايل" على الفيسبوك (لمحة وبيانات عن الشخص)، ثم كتابة معاني للغضب أو الكراهية موجهة للبلد التي يعيش بها الشخص، ثم وضع صور تدل وتحض على الكراهية أو الغضب، وهذا البروفايل يعتبر من المواقع المحتملة لجاسوس محتمل، وبالتالي يجب أن تتم التوعية من خلال توضيح أن أي معلومات موضوعة على الفيسبوك أو الشات يقرأها آخرون أو يستخدمها آخرون، حتى إن كل ما نقوم به من أنشطة على الانترنت يشاهده مئات، فإذا وضع هذا المفهوم والتأكيد علي أن إستخدامنا للشات والفيسبوك وكل البرامج المشابهة يكون من خلال وعينا التام بإننا لسنا وحدنا.
وعلى صعيد الرقابة، يؤكد زكي أن هناك صعوبة في الرقابة المتاحة على الانترنت، إلا إنه يجب التأكيد على أن الجهات التي تقوم بالرقابة على المستويات القومية لديها من الامكانيات التكنولوجية ما يسمح لها بضبط ورقابة الامور بشكل أكبر بكثير مما يتوقع المستخدم العادي، حيث تمتلك تلك الجهات أدوات متقدمة تكنولوجيا ومجموعة من الافراد المؤهلين لضبط ومراقبة الامور، وذلك يجب أن يكون واضحا حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن الوصول إليه.
ولتبسيط الامر، يوضح خبير أمن المعلومات، أن "جوجل ميل" على سبيل المثال، يحتوي على فلاتر تحدد نوع المستخدم ومنعه وإتاحته، ما يعني أن الجهات الرقابية تمتلك إمكانيات هائلة للسيطرة على ما يجري من الامور.
ويقول زكي إن التكنولوجيا بقدر ما تتمتع به من مميزات فإن لها بعض العيوب، ويحكم القضية الرئيسية في طرح مفهوم الجاسوسية الاليكترونية عامل آخر، وهو أن الاتجاه العام في العالم كله يتجه نحو الرقمنة والتحويل لإستخدام الوسائل الاليكترونية، ما يشكل توسيع للبيئة التي قد تولد تراكم معلومات يمكن الحصول عليها عبر الاختراق سواء (الاحادي أو فرد) أو (الجماعي)، سواء كان إختراق مباشر داخل المكان أو إختراق خارجي عبر الانترنت.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

احدث الاخبار على شبكة ايجى برس الاخبارية