"المحمول" منافع "لامحدودة"..وفرص عمل بالآلاف!!!

كتب: وليد الكشكي

بعدما أعطى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لشركات المحمول الضوء الأخضر مؤخرا للسماح لهم بتقديم خدمة "تحويل الأموال عبر المحمول، برز على السطح تساؤل. هل الأمر مهم حقا؟

أولا: تبدو هناك تباينات وخلط في التعريف وتسمية خدمة تحويل الاموال عبر التليفون المحمول (التي تشبه الحوالات البريدية)، البعض الآخر يسميها الخدمات المالية عبر المحمول (تنطوي على تعريف أوسع ويشمل خدمات شراء منتجات ودفع فواتير إستهلاك...)، لكن الاتفاق هنا أن الخدمات المالية عموما عبر المحمول من شأنها أن توفر فرص عمل كبيرة وبالآلاف (على غرار المحال الصغيرة المنتشرة والتي تقدم خدمات التليفون المحمول)، ومن المرجح أن يعمل في كل منفذ من منافذ هذه الخدمات من (2-3 أفراد).

ثانيا: من شأن تقديم الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول أن يكون لها مردود إقتصادي كبير بما توفره من وقت مستهلك في إنجاز الاعمال من خلال التملص من الروتين، وتفادي الزحام المروي لانجاز هذه المهام، والتفرغ للقيام بمهام أخرى، الامر الذي سيكون له مردودا على الانتاجية والاقتصاد.

ثالثا: ستوفر خدمات تحويل الاموال عبر المحمول وسيلة معاملات مالية دون تحمل أموال نقدية (أو ربما هامشية) كما تفيد التجار واصحاب المشروعات الصغيرة بما تحققه لهم من هوامش ربحية نظير تقديم هذه الخدمة.

رابعا: بالنظر الي حركة الاقتصاد المصغر من أفراد وشركات، فإن الامر يقتضي اللجوء إلي وسائل جديدة لسداد الاموال وتحويلها بشكل آمن وعملي وسهل علي المواطنين من خلال الهاتف المحمول.

خامسا: ستنعكس خدمات تحويل الاموال على زيادة النشاط والحركة المصرفية بإدخال آليات جديدة ومستخدمين جدد، وتلعب دورا في التنمية الاقتصادية عامة عبر تحفيزها للاقتصاد المصغر من شركات ومؤسسات ومشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم.

ويقول الدكتور حازم عبد العظيم الرئيس التنفيذي لمركز الإبداع التكنولوجي وريادة الاعمال "تيك" إن المركز يتطلع لمساعدة الشركات الناشئة للبدء في مجالات جديدة مثل الدخول في مجال مشروعات الخدمات المالية عبر المحمول بما يمكن أن تكون صناعة كبيرة توفر وظائف وفرص عمل بالآلاف.

وتطرق عبد العظيم للاستخدامات الكبرى التي يمكن أن يوفرها المحمول من خلال إجراء إستطلاع للرأي لمعرفة الرأي العام للجماهير حيال قضية من القضايا مثل الدستور والبرلمان، من خلال إستخدام قاعدة البيانات المتوفرة لدى مصلحة الاحوال المدنية والتي تشمل بيانات المواطنين وأيضا أرقام الهواتف المحمولة الخاصة بهم (هناك نحو 71 مليون مشترك في خدمات الهاتف المحمول، ونسبة الانتشار 90% حسب أحدث إحصائية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات).

أما محمد وهبة مدير المدفوعات عبر المحمول في شركة فودافون مصر يقول إن الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول تتنوع ما بين خدمة الحوالات المالية أي تحويل الاموال من شخص إلى شخص، أو دفع فواتير السلع والخدمات (فواتير كهرباء، مياه، إنترنت...)، أو تحويل دولي للأموال بالنسبة للعمالة المصرية في الخارج، أو دفع مرتبات للافراد داخل الشركات، أو جمع أموال منهم (لدفعها في التبرعات مثلا)، أو حتى دفع تبرعات لمرشحي الرئاسة المحتملين.

ويشير وهبة هنا إلى منافع هذه الخدمات خصوصا في الأماكن النائية المحرومة بالأساس من الخدمات، وبعض الأماكن التي يتراجع بها تواجد المنظومة الأمنية حيث يشكل تحويل الأموال بالشكل التقليدي مصدرا للمخاطر.

ويقول محمد عبد الجليل مدير مبيعات الحلول بشركة نوكيا شمال أفريقيا إن نشاط إستخدام المحمول في الخدمات المالية من شأنه أن يوفر فرص للعمل كبيرة مستشهدا بما حدث في الهند على سبيل المثال من توفير فرص عمل كبيرة من خلال هذه الخدمات.

ومن جانبه يقول محمد ليالي، مؤسس منتدى "إثنين المحمول"، أو موبايل منداي"، إن الخدمات المالية عبر المحمول وفرت في دولة مثل كينيا 17 ألف وظيفة، وتصل الاستخدامات هناك إلى دفع مصروفات المدارس عبر المحمول.