كتب: وليد الكشكي
لم تعد مواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر نافذة للترويح ومعرفة أخبار الاصدقاء المحببين، لكن تطويع هذه الشبكات الاجتماعية إتخذ سياقا أكثر جدية، حدا بالمرشحين المحتملين للرئاسة المصرية المقبلة الإسراع في التواصل مع مؤيديهم قبل خوض الانتخابات والتوجه لصناديق الاقتراع.
ويعد موقع الفيسبوك الاشهر في شبكات التواصل الاجتماعي أداة تواصل للاصدقاء عبر الانترنت، ويستخدم "تويتر" كخدمة سريعة لإرسال تعليقات ونصوص مقتضبة يشاركها المرشحين المحتملين للمؤيدين والمتابعين.
وهناك مرشحين محتملين للانتخابات الرئاسة المقبلة ممن يبدون أكثر تواصلا مع مؤيديهم وأكثر نشاطا على الشبكات الاجتماعية، فمثلا يحظى الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأكبر نصيب للمتابعين على فيسبوك وتويتر.
ولكن هل يمكن أن تكون لشبكات التواصل الاجتماعي دورا في منح مرشحي الرئاسة دفعة للوصول إلى حكم مصر؟
يقول المهندس أحمد العطيفي الخبير بمجال الإنترنت إن شبكات التواصل الاجتماعي تجتذب طبقة من الشباب الذين بدأوا ثورة 25 يناير، وأن مستخدمي هذه الشبكات تشكل تيارا هاما لكنه لا يمثل القاعدة العريضة عند الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويوضح العطيفي أن مستخدمي الفيسبوك مثلا يبلغ عددهم في مصر ما بين 5ر4 مليون إلى 6 ملايين مستخدم، ويبلغ محيط تأثيرهم ما بين 3 إلى 4 أفراد لكل مستخدم ما يعني أن الفيسبوك مثلا يمكن أن يؤثر في مجتمع يبلغ نحو من 15 مليون إلى 20 مليون شخص في إشارة إلى أن الشبكات الاجتماعية ستكون هامة لكنها ليست عنصر الحسم.
ويشير إلى مزايا الشبكات الاجتماعية التي تتمثل في متابعة المرشحين لحظة بلحظة وما توفره من أدوات وإستخدام هذه الشبكات عن طريق الهاتف المحمول ما يجعل المرشحين والمؤيدين على تواصل دائم دون عوائق والحصول على ردود أفعال لحظية.
وينوه العطيفي بما يسمى "التأثير الديمقراطي للتكنولوجيا" من خلال التعرف على مؤيدي المرشحين للانتخابات الرئاسية والتواصل معهم وإرسال رسائل لهم من خلال بياناتهم المتوفرة على هذه الشبكات.
من ناحيته يقول الدكتور يسري زكي خبير تأمين المعلومات والاتصالات إنه يجب التأكيد على أن الانترنت وإستخدامه أصبح من الوسائل التي فرضت نفسها على كل المتعاملين من السياسيين والاقتصاديين وجميع المجالات.
ويشير زكي إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت من الامور التي بدأ الساسة والاقتصاديين بل والحكومة تنظر إليها على أنها أحد العناصر الرئيسية في التأثير على صناعة القرار، أو على الاقل في تغيير أنماط الاستخدام بما تتيحه من ميزة تفاعلية مرتبطة بإبداء وتبادل الرأي من خلال مجموعات كبيرة من البشر في نفس الوقت، وأعطت هذه الشبكات أهمية كبرى من حيث التأثير على صانع القرار، حتى لو كان القرار هو إتخاذ قرار بالتصويت "بوضع ورقة في صندوق الانتخابات".
حملة الرئيس الامريكي باراك أوباما بإستحدام الانترنت |
ويوضح إرتباط شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر بالشبكات الاخرى وبالادوات الاخرى المكملة والمعروفة بإسم عناصر التقديم والتعبير(المواد الايضاحية للتبسيط والتوضيح مثل إستخدام الفيديو في يوتيوب، والروابط للمواقع)، مما يتيح التواصل في أفضل صورة مثل التعبير عن الرأي، وقبول إنتقادات أو ملاحظات الآخر، وإعادة صياغة الآراء مرة أخرى ومناقشتها مع الجميع.
ويرى خبير تأمين المعلومات إن الاستخدامات المتزايدة للتكنولوجيا في البرامج الانتخابية في أمريكا وأوروبا أدت إلى دراسة هذا النموذج بشكل يسمح بمحاولة الحصول على نفس المكاسب التي حصل عليها الرئيس الامريكي باراك أوباما عندما وصل إلى البيت الابيض بسبب عوامل من بينها مساعدة أدوات الانترنت، لذلك من المتوقع أن يتم إستحضار هذه النماذج ومحاكاتها في النموذج المصري.
ويؤكد يسري على القيمة المضافة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي بما تتميز من تكلفة رخيصة للغاية عند القيام بالحملات الدعائية والانتخابية، فضلا عن تأثيرها الممتد والطويل، ويستطيع أي شخص أن يبدأ حملته الانتخابية قبل وقت طويل قد تصل لسنوات.
ويضيف "بالتالي بمقارنة الامكانيات المتاحة عبر شبكات التواصل الاجتماعية المختلفة ومقارنة التكاليف المتدنية أساسا بما تحققه من أهداف، فإن القيمة المضافة والعائد على الاشخاص من مستخدمي الشبكات الاجتماعية أعلى بكثير من غير المستخدمين لهذه الشبكات، مما يوفر للمرشحين أموالا من التكاليف المقررة يمكن إعادة توجيهها في تعزيز فرص الحصول وإستقطاب شرائح أخرى من المجتمع للمرشحين".
ويوضح أنه يمكن مثلا توجيه بعض من الاموال التي توفرها إستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في إستهداف فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة مثل ضعاف أو فاقدي البصر، وذلك من خلال طرح مباشر لمشاكلهم وتبني إستخدام التكنولوجيا للوصول لهذه الفئة(من ضعاف البصر)، مثل إستخدام رسائل مسموعة للتواصل معهم، وبناء شبكات تواصل خاصة بهم.
ويتوقع أن يستخدم الناس بكثافة حملات الايميلات عبر مجموعات الانترنت "مثل ياهو" والتي يتم ربطها بشبكات التواصل الاجتماعي، كما يتوقع أيضا إستخدام رسائل فيديو مقتضبة ومركزة عن طريق الهاتف المحمول في السباق للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وختم زكي بالقول "هناك توقع لعمليات محاكاة لهذه الاستخدامات وربما ينتهي الامر أيضا عند التصويت الاليكتروني فيصبح أحد العناصر المؤثرة تكنولوجيا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق